أطلقت شركات عالمية عاملة في تصنيع الأجهزة الإلكترونية والهواتف، أخيراً، أنظمة مبتكرة مدعّمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تتيح الترجمة الفورية للمكالمات الهاتفية، وقراءة النصوص المخزنة في الهواتف.
وقال خبراء في قطاعات تكنولوجيا المعلومات، إن الذكاء الاصطناعي، التوليدي والإدراكي، أسهم في إعادة تشكيل صناعة الهواتف الذكية، ونقلها إلى مراحل غير مسبوقة من الصناعة.
وتوقعوا أن تشهد الفترة المقبلة تطوراً أكثر في صناعة الهواتف، اعتماداً على تقنيات ستحوّل الهواتف إلى ما يطلق عليها هواتف خارقة «سوبر فون» تدعم استخدامات جديدة مبتكرة.
وذكروا لـ«الإمارات اليوم» أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أتاحت قدرات فائقة وخدمات مبتكرة للهواتف المحمولة، وزادت من مواصفاتها لتحسين أدائها أكثر، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي سيعمل خلال الفترة المقبلة على توسيع استخدامات الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية التقليدية إلى آفاق جديدة مبتكرة، مثل ترجمة المكالمات، أو أنظمة المساعد الشخصي الافتراضي بالهواتف.
وكانت دراسات أعدتها شركة «آي دي سي» العالمية للأبحاث، توقعت ارتفاع مبيعات الهواتف التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بنسبة تقارب 350%، لتشكل 18% من المبيعات العالمية بنهاية العام الجاري.
ترجمة فورية
وتفصيلاً، طرحت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية تقنيات تتيح الترجمة الفورية للمكالمات الهاتفية، سواء في صورة ترجمة نصية مكتوبة أو ترجمة صوتية مسموعة، ما يجعل عملية الاتصال أكثر طبيعية بين طرفَي الاتصال، بصرف النظر عن اختلاف اللغة.
كما طرحت تقنيات للترجمة الفورية للمحادثات وجهاً لوجه، حيث تتيح هذه الميزة تقسيم الشاشة إلى قسمين، فيصبح بإمكان كل مستخدم التحدث بلغته الأم، وترجمة ما يقوله للطرف الثاني بلغته، في وقت يمكن لكلا المستخدمين قراءة الترجمة في الوقت الفعلي على شاشة الهاتف.
قراءة النصوص
من جهتها، طرحت شركة «أبل» الأميركية في هواتفها الجديدة تقنيات ذكاء اصطناعي لمعالجة اللغة الطبيعية، ما يسمح للمستخدم بأداء مهام مثل إرسال الرسائل، وتعيين التذكيرات، والتحكم في أجهزة المنزل الذكية، فضلاً عن البحث في الـ«ويب» عبر الأوامر الصوتية.
وتتيح تلك التقنيات القدرة على قراءة النصوص المخزنة في الهواتف، سواء كانت في تطبيق البريد الإلكتروني أو تطبيق النصوص أو الرسائل أو حتى التنبيهات التي تأتي من التطبيقات، وعبر هذا الوصول يمكن للنظام تحليل أهمية النصوص الواردة في مختلف التنبيهات أو الرسائل وعرضها بشكل مباشر عبر إعطائها الأولوية على التنبيهات المعتادة.
عقل رقمي
كما أعلنت شركة «غوغل»، أخيراً، تطبيقاً مجانياً للذكاء الاصطناعي سيطبق التكنولوجيا على الهواتف الذكية، ويمكن المستخدمين من الاتصال سريعاً بـ«عقل رقمي» يمكنه الكتابة بدلاً منهم، وترجمة ما يقرؤونه ويرونه، فضلاً عن المساعدة في إدارة حياتهم.
آفاق جديدة
إلى ذلك، قال مدير مجموعة الهواتف المحمولة في شركة «سامسونغ غلف» للإلكترونيات، فادي أبوشمط، إن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والتوسع في استخداماتها، أتاح نقل صناعة الهواتف الذكية إلى آفاق جديدة غير مسبوقة، كما أعاد تشكيل تنافسية أسواق الهواتف الذكية، وفقاً للتقنيات المبتكرة المطروحة والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، التوليدي والإدراكي، مكّنت من تحويل قدرات الهواتف الذكية إلى مستويات عالية الأداء، من خلال إدارة تلك التقنيات لعمليات استخدام وتشغيل الهواتف، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة تطوراً أكبر في صناعة الهواتف اعتماداً على تلك التقنيات التي تحوّل الهواتف إلى ما يطلق عليها الهواتف الخارقة «سوبر فون» التي تدعم استخدامات جديدة مبتكرة مقارنة بفترات سابقة، حيث كانت معظم الاستخدامات عادية مثل التصوير والمكالمات، واستخدام تطبيقات الهواتف التقليدية.
من جهته، اتفق المدير العام لشركة «يانغو» في دول مجلس التعاون الخليجي، إسلام عبدالكريم، بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي أوجدت مرحلة جديدة من الخدمات للأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة بشكل غير مسبوق، أبرزها الاعتماد على تلك التقنيات في خدمات متطورة، مثل المساعد الشخصي الافتراضي، الذي يمكن استخدامه في مجالات مختلفة، ما يعد نقلة نوعية وثورة جديدة في المجال التقني.
كما أكد المدير الإقليمي لشركة «سوفت إيه وير إيه جي» التقنية الدولية، نصري نصرالدين، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أتاح مجالات جديدة غير مسبوقة، من ضمنها صناعة الهواتف والبرمجيات، متوقعاً التوسع باستخدامات تلك التقنيات خلال المستقبل بمعدلات أكبر.
0 تعليق